القصص

العالم يتغير

باولو كويلو - كانت الثمار نادرة في الصحراء، فدعا ناسك، أحد حكمائها، وقال له: "يمكن أن يأكل كل فرد ثمرة واحدة في اليوم لا غير". وهكذا، درج المقيمون بالمكان، على هذه العادة، على امتداد أجيال عدة، فحافظوا بذلك على مقدرات وامكانات البيئة المحلية. وما ان طرحت الثمار المتبقية بذورا، حتى نهضت أشجار أخرى محلها، وسرعان ما تحولت المنطقة بأكملها، إلى ارض خصبة، وباتت محسودة من مدن أخرى عديدة.
 
ولكن سكانها استمروا في تناول ثمرة واحدة يوميا، مقتدين بتوصيات حكيم قديم كانت وصلتهم وتناقلها أسلافهم، إلا أنهم، وإلى جانب ذلك، لم يسمحوا لسكان القرى الأخرى بالاستفادة من المحصول الوفير، الذي كان يثمر في قريتهم، كل سنة. وكانت حصيلة ذلك، ان سقطت ثمارهم على الارض وفسدت. فدعا الناسك، حكيما آخر، وقال له: "دعهم يأكلون كل ما يشتهون من الثمار، واطلب منهم مشاركة ما يملكون من وفرة مع جيرانهم".
 
ووصل الحكيم إلى المدينة، حاملا رسالة جديدة، لكن ما أن زرع هذا التقليد في قلب وعقل كل فلاح، حتى تعرض للرجم بالحجارة من قبل سكان القرية. ومع مرور الوقت، بدأ شباب القرية في التشكيك بهذا التقليد الهمجي. ولكن، بما أن تقاليد الأولياء لا يمكن المساس بها، قرروا الابتعاد عنها. وبهذه الطريقة، كان بمقدورهم ان يأكلوا ما شاؤوا من الثمار، وكذلك إعطاء ما تبقى منها، إلى من هم بحاجة إلى الطعام.
 
ولم يبق في الكنيسة المحلية، إلا من ظن نفسه قديسا، لكنهم في الحقيقة كانوا غير قادرين على رؤية ادراك حقيقة ان العالم يتغير، وانه يتعين عليهم ان يتغيروا معه.

Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement