القصص

هذه هي الأم!

أخيراً انتهى الدوام المدرسي اليوم، فشرعت بجمع أغراضي ووضعها في حقيبة المدرسية متلهفاً للعودة إلى المنزل ورؤية أفراد أسرتي ولم يسعني الانتظار مع أن زخات المطر بدأت بالهطول في هذا اليوم البارد.

وما إن وصلت إلى المنزل حتى كنت مبللاً بالكامل حيث ازداد المطر غزارة وأنا في طريقة العودة.

سألني شقيقي عندها: "لماذا لم تأخذ معك مظلة وأنت تعلم أن البرد قارص اليوم وفرصة هطول الأمطار كبيرة؟"

تقبلت نقده فقد اعتقدت أنه كان محقاً. شجع هذا على الميد من النقد، لكن هذه المرة من شقيقتي التي قالت بدورها: "ألم تستطع الانتظار حتى يتوقف المطر؟" وفي أعماقي تذكرت كم كنت متلهفاً للعودة ولم يسعني الانتظار ولو للحظة.

جاء الدور على والدي هذه المرة الذي كان نقده لاذعاً جداً ولعله الأشد قسوة في ذلك اليوم حين قال غاضباً: "عندما تمرض وتصاب بالبرد ستدرك خطأك وتتعلم منه الحذر والحيطة في المرات القادمة."

وبالطبع واصلت صمتي لأنني اعتقدت أنهم جميعاً كانوا على صواب وأنا المذنب الوحيد رغم أن هطول الأمطار خارج عن إرادتي.

أما أمي، فقد كان لكلماتها وأفعالها الوقع الأشد تأثيراً حيث همت بتجفيف شعري وقالت: "يا لهذا المطر الغبي! ألم يستطع الانتظار قليلاً حتى يعود طفلي الحبيب إلى المنزل؟"

نعم، هذه هي أمي التي لا تقدر بثمن!
 

Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement